رائد الخزف في المملكة المتحدة عبده ناجي الشهلي من جبلة إب إلى العالمية.. سيرة مختصرة (1941م-2001م)

عبدالله محسن:

بالصدفة وأنا أتصفح مزاد التصميم الذي تنظمه دار مزادات سورديرز للفنون الجميلة في الرابع إلى السابع من يوليو الجاري، بحثاً عن أي قطعة من آثار_اليمن، وجدت أربع تحف خزفية بتصاميم فنية مميزة من أعمال خزاف شمال هيرتس الشهير عالميا، عبده ناجي، اليمني البريطاني كما يحلو له وصف نفسه، ومن هناك بدأت أبحث عن هذا الخزاف الفنان المبدع الذي لم أعرف عنه شيئاً من قبل.
ولد عبده ناجي عبد الله قائد في عزلة الشهلي، مديرية جبلة، محافظة إب، اليمن عام ١٩٤١م، ولصعوبة الحياة في اليمن آنذاك (والتي ما تزال صعبة مجدداً) رحل إلى عدن في الثانية عشرة من عمره وعمل لدى عائلة بريطانية ثم انتقل معها إلى ليتشوورث غاردن سيتي في المملكة المتحدة عام 1967م، أول مدينة حدائق في العالم، ووسط ذلك الجمال نمت موهبته وقضى كل حياته.
اختصرت جمعية الفن المعاصر سيرته، حيث” درس الفنون في كلية هيتشن، ثم حصل على شهادة في الخزف من جامعة ميدلسكس. وحصل على درجة البكالوريوس (مع مرتبة الشرف) في كلية ميدلسكس بوليتكنيك (١٩٨٤-١٩٨٨)، وبعد عرضه لشهادته في ذا مول غاليريز بلندن، دُعي لعرض أعماله في معارض خاصة في لندن، وألريسفورد، وغريت بيرشام، وأشويل. أعقب المعارض التي أقامها مجلس الحرف (١٩٩١)، وجمعية الفن المعاصر (١٩٩٢)، وجمعية صناع الفخار (١٩٩٣)، معرض ” احتفال بالفن” في دير سانت ألبانز (١٩٩٣)، ومعرض الفنون العربية الجميلة بلندن (١٩٩٥)، ومعرض ” الفنون الزخرفية اليوم” في بونهامز بلندن (١٩٩٥، ١٩٩٦، و١٩٩٨)؛ وأدى ذلك إلى معارض أخرى في لندن، وليدز، وكانتربري، وبيفرلي. في عام ١٩٩٥م، بصفته عضوا في منتدى هيرتفوردشاير للفنون، عرض أعماله في مهرجان دولي للحرف اليدوية في المجر، وفازت أعماله بالجائزة الأولى في مسابقة كراميا. وخلال مهرجان اليمن في لندن عام ١٩٩٧م، عُرضت خمس من أعماله في المتحف البريطاني، وحُفظت هناك على سبيل الإعارة غير المحددة. وفي عام ١٩٩٨م، عُرضت أعماله في معرض “التصميم الداخلي” في مقر إقامة السفير البريطاني في باريس، وفي عام ١٩٩٩م عُرضت أيضا في المؤتمر الثالث للجاليات العربية في جامعة وستمنستر”.
وأقام متحف نورث هيرتس في شارع براند، هيتشن، معرض جديد لخزاف شمال هيرتس الشهير عالميا، عبده ناجي، استمر المعرض من 12 أبريل إلى 25 مايو الماضي، “ووفر فرصة رائعة لمشاهدة النهج المبتكر الذي يتبعه ناجي في صناعة الفخار واستكشاف مساهمته في هذا الشكل الفني”.
علّقت روز ألوود، مديرة الخدمات الثقافية في متحف نورث هيرتس ، على معرضهم قائلةً: “كان عبده رجلا خلوقا، طيب القلب، ودودا، وكان أيضا فنانا فخاريا معروفا على الصعيد الوطني. يُظهر المعرض الجديد أعماله منذ أيامه الأولى في كلية هيتشن، وصولًا إلى القطع التي صنعها قبيل وفاته. لقد كان من دواعي سروري حقا أن أستعير أكثر من سبعين وعاءً لهذا المعرض من عائلته وجامعيه في جميع أنحاء المنطقة وخارجها.”
” قضى عبدو ناجي حياته في ليتشوورث يُتقن أشكال وتزجيجات الفخار، بدءا من الأواني المنزلية القديمة وصولا إلى المزهريات والأطباق الفخارية الأنيقة ذات الحواف المعدنية. ولم يمضِ وقت طويل حتى اكتسب شهرة وطنية، وارتفعت قيمة أعماله. ويتزايد الإقبال على أعماله منذ وفاته عام ٢٠٠١م”.
ما أقسى الغربة وما أعدلها حين تعوضك آفاقاً مفتوحة عن طرق مسدودة في بلدك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى